بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على سيدنا محمّد وآله الأطهار
كلمة المركز الإسلامي العلوي لدراسة الفكر البشري بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك للعام ١٤٤٤ هجري قمري.
يهلّ علينا هلال شهر رمضان المبارك لهذا العام حاملاً معه الرحمة والمغفرة الإلهيّة داعياً الخلق لكهف حصنه والتخلّق بالخلق الإلهيّ والرحيل من الذات البشريّة إلى الذات الإلهيّة، بأمر الثقلين والكتابين الناطق والصامت، آل البيت عليهم السلام، والقرآن الكريم، الذي من تمسّك بهما لن يضل أبد الآبدين ودهر الداهرين.
في هذه الأيام والليالي المباركة نستذكر ما أظهره أئمتنا عليهم السلام من أفعال الطاعة من صيام وصلاة وبرّ الإخوان ومذاكرة العلم وإحياء قيم المحبة والتكافل والإغاثة، وحرصهم ودأبهم على صناعة الإنسان الكامل، المكمل لغيره ولمجتمعه.
شهر رمضان يطل عليكم بآياته بلحظاته ليرفعكم ويقدّمكم في الحياة الدنيا قبل الآخرة، في الحياة الدنيا يدعوكم إلى التحلّي بالفضائل والكمالات وترسيخ مبادئ الأخلاق واللُّحمة الاجتماعية، وتعلم فنون العلم ومهاراته والتعمق في أبحاثه وإسباغ كل خدمة وتوظيفها لبناء المجتمع، وفي الآخرة يصنع لكم بيوت النور وهياكل الروح لتحلقوا في عالم أنواره ومكامن أسراره.
شهر رمضان، شهر القرآن، كتاب الله الحاوي على أسرار الوجود وطرق الكمال في الظاهر والباطن حيث قال مولانا مولى الأولين والآخرين أمير المؤمنين:” الله الله في كتاب ربكم لا يسبقكم بالعمل به غيركم”.
شهر رمضان، شهر ليلة القدر التي تقدر فيها الأشياء: الأعمار والأرزاق والبلاء والسراء والضراء، فلنجتهد في التهجد والدعاء فيه بزيادة الأعمار لفعل الخير ودفع البلاء لبناء الإنسان والأوطان.
شهر رمضان، شهر الصلاة وصلاة الليل، والخلوة والتقرب إلى المعشوق، فلنشمّر عن سواعدنا بواعث التقصير ولنستنهض الهمم العاليات.
شهر رمضان، شهر يحمل دعوة الجنان الجنبلاني وأبي عبد الله الخصيبيّ، والجلي، والمكزون، بالألفة والمحبة، والتواصل، وصون الأخوان، والتقرب إلى رب الأرباب.
شهر رمضان جاءكم ضيفاً عزيزاً فلا تودّعوه غريباً.
المركز الإسلامي العلوي لدراسة الفكر البشري يتقدم إليكم بأحرّ التهاني والتبريك بحلول شهر رمضان المبارك، سائلين المولى أن تكونوا خير أهلٍ لاستقباله وخير أهلٍ لوداعه إنه عليّ قدير.



